بعد فشل الدولة الذريع في إنقاذ وحماية منطقة دماج وايقاف العدوان الحوثي على المنطقة وفك الحصار القائم عليهم منذ شهور وبعد تواطئها مع التمدد الحوثي في صعدة لجأ اعلامها الرسمي (وكالة سبأ- وقناة اليمن الفضائية) إلى التضليل، وتزييف الحقائق أمام الراي العام الداخلي، والخارجي، وانحازت إلى الطرف الظالم، ولم تقف في صف المظلوم، وتجردت من الاخلاق المهنية والقيم، والمبادئ الإنسانية.
فمرة تدعي أن الحرب توقفت في دماج ومرة تزعم أنه تم إيقاف إطلاق النار ومرة أخرى تدعي التوصل لاتفاق نهائي بين طرفي النزاع، ويوم أمس تعاود تضليلها وتزييفها للواقع الذي يخدم الحوثي ويصب في صالحه مع أن العدوان الحوثي لم يتوقف ومستمر حتى مع وجود اللجنة الرئاسية في المنطقة.
أوردت الفضائية اليمنية التي شعارها "قناة كل اليمنيين" خبرا كاذبا مزيفا بخصوص القافلة الغذائية التي رفض أهالي دماج استلامها يوم السبت.
وضخمت حجم القافلة إعلاميا على لسان فارس مناع، المحافظ المعين من قبل الحوثي، بأن حجمها بلغ 50 طناً بينما ظهرت في الصور وهي لا تتجاوز عشرين كيسا من الدقيق وبضعة كراتين فول.
بالرغم من تأكيد أبناء دماج رفضهم التام والقاطع للقافلة الغذائية التي وصلت ظهر يوم السبت إلى المنطقة بمعية اللجنة الرئاسية والهيئة الشعبية وبعض الأطقم العسكرية وإرجاعهم أسباب رفضهم للقافلة العاطفية المزعومة من فارس مناع إلى الاتي:
- أن القافلة المذكورة سطا عليها فارس مناع ثم تبناها، ليظهر نفسه في موقف المتعاطف!! وهو في الحقيقة شريك للحوثيين في حرب الإبادة التي يتعرض لها أبناء دماج حسب تصريحات عدة لناطق دماج الرسمي، مع أنَّ اللجنة أفادت أن المساعدة المذكورة مقدمة من القوات المسلحة عبر المؤسسة الاقتصادية، ولم يقدم فارس مناع أي شيء مما نشرته بعض وسائل الإعلام وفضائية اليمن الموقرة. "
- أن الحوثيين أخذوا أهم ما في المساعدة المذكورة من علاجات وأغذية ولم يتركوا منها إلا النزر اليسير الذي لا يكفي المنطقة لوجبة واحدة ويفضل أبناء دماج الموت جوعا على أخذ ما يتوهم الحوثيون أنه فضل منهم ومكرمة.
-أن المراد من القافلة امتصاص الغضب الشعبي والدولي من الحصار الحوثي وذر الرماد في العيون بمساعدة هزيلة يقابلها ضجة إعلامية كبيرة وتبجح ومنة وإخفاء للحقائق والجرائم البشعة التي ارتكبها مسلحو الحوثي".
ومع هذا الضجيج الاعلامي الرسمي والترويج لجماعة الحوثي، واعطائها شرعية للاستمرار في القتل كان أبناء دماج قد أصدروا بياناً صحفيا أوضحوا فيه رفضهم للقافلة وأنهم ردوها على أعقابها، لم تولي الفضائية اليمنية هذا البيان أي اهتمام أو تذكر أنه تم ردها وأنها لم تدخل دماج، وظلت تصر في نشرت أخبارها أن القافلة وصلت إلى دماج وتم استلامها، وتناست انها في عصر الانفتاح الإعلامي وتعدد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة وظهور مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر.
لماذا كل هذا الكذب والتضليل يا إعلامنا الرسمي؟ اليس أبناء دماج يمنيين؟! هل الحوثي مظلوم حتى يتم التعاطف معه؟ هل أبناء دماج هم من قاموا بمحاصرة الحوثي وقتلوا النساء والاطفال؟ لماذا لا يتم نشر أخبار منع اللجنة الرئاسية المكلفة من رئيس الجمهورية لإيقاف الصراع القائم؟ ونشر منع دخول الصليب الأحمر من الدخول لنقل مئات الجرحى؟ هل معقول أننا عدنا إلى مربع 2011م الاعلامي الذي ضلل الحقيقة وخدم طرف على حساب طرق أخر؟ أجبنا يا وزير الإعلام؟