أرشيف الرأي

اللجنتان الرئاسية والبرلمانية.. عمياء تخضب لمجنونة!‏

الطرف الذي يتمنى استمرار الحرب في دماج وعدم توقفها هو أعضاء اللجنة الرئاسية ‏المكلفة بحل النزاع وإنهاء الصراع، فلو كانت هذه اللجنة جادة في مساعيها لرفعت تقاريرها ‏أولا بأول فهي مكلفة من أعلى سلطة في البلد، الرئاسة، لحل النزاع فورا وليس لإطالته، ‏بمعنى أنه ليس عليها إلا البلاغ وذلك متمثل في إبرامها لوثيقة يتوافق على بنودها طرفا ‏الصراع ثم تمهرها بتوقيعيهما ثم تبدأ بالتنفيذ ومن يخالف ما اتفق عليه أو يعرقل يتم الرفع به ‏مباشرة بعد تحذيره، بل وتعقد مؤتمرا صحفيا توضح فيه للرأي العام حقيقة ما جرى وما ‏يجري في صعدة وبشفافية مطلقة وبالمقابل تتخذ الجهة المسؤولة التي كلفتهم الإجراءات ‏اللازمة، هذا الذي كان من المفترض أن يعتمل به، أما أنها تعقد دوري بطولة صعدة ما بين ‏ذهاب إلى دماج وإياب إلى الحوثيين وركلات ترجيح في بيت فارس مناع فذلك ما لا يقبله ‏عاقل ولا يفترض أن يقوم به جاهل.‏

دخلت الرئاسية شهرها الثاني منذ تكليفها دون تنفيذها لنقطة واحدة مستوفية الشروط ولا ‏تشوبها الخروقات والعيوب وما زالت إلى اليوم تمارس فشلها وتروي قصصا حية عن ضعف ‏وفشل المبعوث وقلة حيلة وإرادة الباعث كون المبعوث (اللجنة الرئاسية) يستمد قوته من ‏الباعث (رئاسة الجمهورية)، حتى أن المهمة الرئيسية التي أرسلت اللجنة من أجلها وهي حل ‏النزاع لم تعد هي ما يشغلها أو ما تسعى إلى إحلاله وفرضه، بل تحولت مهمتها من جهة ‏فارضة إلى جهة متملقة مترجية للقيادات الحوثية (أحد طرفي الصراع) صباح مساء من أجل ‏السماح لهم إما بالدخول إلى دماج أو الخروج منها أو التحرك يمنة ويسرة وبالرغم من ‏الترجيات والإلحاحات والتوسلات فإنهم – أعضاء الرئاسية- لا يسلمون من وابل الرصاص ‏الذي تمطرهم به مليشيات الحوثي بعد سماحها بدخولهم دماج أو أي مكان آخر يتواجدون فيه، ‏لتتحول مهمة اللجنة من مغيث إلى مستغيث ولسان حال أبناء دماج يردد المثل المصري ‏‏"فرحنا بعبدالمعين يعينا أتاري عبدالمعين يتعان".‏

ولا تظنوا أن مهمة اللجنة توقفت عند ما ذكر آنفاً وليتها فعلت حتى تحفظ ما تبقى من ماء ‏وجه الرئاسة والرئيس بل سعت لتعزيز فشلها في صعدة بلجنة جديدة من البرلمان اليمني، ‏وبالفعل فقد عُززت الرئاسية بالبرلمانية لتلتقي السلطة التنفيذية بالتشريعية حتى يكون الفشل ‏فشلا مزدوجا في مزاوجةٍ القضيةُ برمتها في غنى عنها، ثم عززوها بثالثة الأثافي وهي اللجنة ‏الشعبية، والمثل بيقول "إذا كثروا الديكة ضاع الفجر"، وبعد هذا التعزيز العظيم افرزوا وعلى ‏بركة الله ما يسمى بالمراقبين وما أدراك ما المراقبين في خطوة يسعون من خلالها إلى نشرهم ‏على مواقع النزاع المطلة على دماج، وقصة هؤلاء المراقبين قصة ؛ فعندما عزموا على نشر ‏المراقبين وانطلقوا بهم في اليوم الأول أوقفهم الحوثيون في أحد المواقع التي يريدون الانتشار ‏فيها وأهانوهم وطردوهم، طردوا من؟ طردوا الرئاسية والبرلمانية والشعبية والمراقبين!! غير ‏مكترثين للسلطات الثلاث أو من تمثل.. ثم تكرر المشهد في اليوم الثاني، ليأتي الثالث بقبول ‏جزئي من الحوثيين لنشر المراقبين وبعد نشرهم ومغادرة اللجنة شن الحوثيون وابلا من ‏الرصاص على المراقبين ليفروا ويختبئوا في خنادق أبناء دماج!! من المختبئ؟ المراقبون! ‏وممن؟ من المراقب عليهم!! ليكتمل المشهد بقيام الحوثيين بقصف دماج من المواقع التي ‏يتواجد فيها أولئك المراقبون المساكين المكلومون وعلى مرأى منهم ومسمع.‏

إذا بربكم لجان هذا حالها، ومراقبون لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، وحكومة نائمة في ‏العسل، كيف ننتظر منهم حلاً للقضية؟ كيف ننتظر منهم إنهاء صراع بين طرفين أحدهما هو ‏الآمر الناهي على هذه اللجان ولا يستطيعون مخالفة أمر هذا الطرف الذي هو الحوثي؟ ‏

ومع ذلك فما زالت اللجان بسلامتها ماكثة ثابتة صامدة في صعدة وأعتقد من وجهة نظري أن ‏سبب مكوثها في صعدة بالرغم من علمها بفشلها هو ليس من أجل إنهاء الصراع بل الحقيقة ‏هي من أجل استمراره وكيف؟ الجواب هو أن توقف الحرب وانتهاء الصراع يعني بالضرورة ‏توقف ضخ المستحقات اليومية والمقدرة بمئات الآلاف التي تضخ يوميا لجيوب أعضاء ‏الرئاسية والبرلمانية الموقرين، وللإنصاف ؛ بربكم من ذا الذي يسعى لقطع رزقه بيده؟ افهموا ‏‏"قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق"، حرام لو ما يقرحها إلا أعضاء اللجنتين إذا افترضنا جدلاً أن ‏طرفي الصراع (سَدُّوا) وأنى (يسدُّوا)؟!!.‏

زر الذهاب إلى الأعلى