اليمن مثلها مثل غيرها مازالت تتخبط بدمها، لم تعرف بعد طريقها إلى الخلاص، والخروج من دوامة العنف منذ الحراك الشعبي السلمي في العام 2011 الذي يسجل لها بعدم تحوله إلى العنف .
ورغم أن هذا الحراك أدى إلى سقوط النظام السابق، وحلول نظام آخر بديل حاول فتح الطريق للوصول إلى نظام ديمقراطي تعددي من خلال المؤتمر الوطني للحوار من أجل صياغة نظام يضع حداً للانقسام الحاصل بين شمال اليمن وجنوبه، ويرفع عن المناطق اليمنية كافة الحيف والفقر وانعدام التنمية من خلال خطة إنقاذية تستطيع توزيع الدخل بالعدل والتساوي وتضع حداً للفساد، إلا أن الجهود لم تتكلل بالنجاح المطلوب حتى الآن .
فالصيغة الفيدرالية التي أعلن الاتفاق عليها لم ترض كل الأطراف، كما أن قوى جنوبية مازالت على مواقفها المتعنتة الرافضة لأي شكل من أشكال الوحدة من خلال إصرارها على الانفصال، كذلك فإن الإرهاب لايزال يشكل تهديداً خطيراً لليمن، من خلال عمليات التخريب والاغتيال ومهاجمة المؤسسات المدنية والعسكرية، إضافة إلى عمليات التفجير التي تطال المدنيين بشكل أساسي .
ثمة من يعتقد أن دوامة العنف والإرهاب والصراعات السياسية، وعرقلة عملية الحوار ونتائجها، لن تتوقف مادامت هناك قوى خارجية لها أصابع تعمل في الداخل، وتجد أرضية تساعدها في تنفيذ أهدافها من خلال أدوات محلية تشكل جزءاً من النسيج الوطني، اليمني، وهو أمر ينطبق على اليمن كما على غيره من الدول العربية التي تحولت إلى مسرح للصراعات الإقليمية والدولية، وتدفع شعوبها الثمن غالياً .
المشهد اليمني لايزال سوداوياً، رغم كل الجهود التي تبذل، لأن هناك من لايزال يصبّ الزيت على النار سراً وعلانية، ولأن القوى الظلامية التكفيرية تواصل نهجها العنفي التدميري تنفيذاً لمآرب ومخططات تلتقي بشكل مباشر مع كل القوى المعادية للأمة العربية، وفي مقدمتها العدو الصهيوني .
اليمن مثل غيرها من دول عربية تغرق في دوامة الدم، بحاجة إلى وعي عربي رسمي وشعبي يدرك مدى الخطر الذي يحيق بالأمة، وإلى استنهاض روحها وإطلاق خطة مواجهة إنقاذية شاملة .