احتفل اليمنيون بانتهاء مؤتمر الحوار، وعلى الرغم من أن البعض رأى أن المشكلة ليست في قضية الأقاليم وتخوفوا من مشروع تقسيم اليمن إلى دويلات، وهذا ما يطمع به مرضى السلطة وشهوة الحكم ولو على الجماجم والدماء والحرب والتقسيم، أرجو أن تكون هذه مرحلة للتقييم والعودة إلى الاستقرار وسيادة الدولة..
ولكن لابد من الاستفادة من الأحداث التي جرت لعرقلة مؤتمر الحوار وجر البلاد للحرب الأهلية لتحقيق أهداف لدول تريد استخدام اليمن ورقة سياسية وأمنية لصالحها في أطماعها التوسعية ولتنفيذ أجندة تمزيق العالم العربي، ولقد انفضحت هذه الأوراق الآن، ولكن ما هو المطلوب لجميع القوى في اليمن ولذا فإن على الدولة ممثلة برئيس الجمهورية الذي حقق بلا شك نجاح المؤتمر وإخراج البلاد من مأزق رغم الضغوط والبراكين، وكان سيارة إطفاء اقتضتها المرحلة ولابد عليه ورئيس الوزراء والجيش والأمن العمل على توحيد القوى المختلفة للعمل للمرحلة القادمة والتي تتضمن:
1 – الوحدة الوطنية وسيادة الدولة ورفض المظاهر المسلحة والعمل ضمن الدستور والمؤسسات الدستورية.
2 – إعادة البناء الاقتصادي والقيام بحملة تنموية وإعادة بناء الأوضاع الاقتصادية والتنموية والتفرغ للإصلاح الداخلي.
3 – نشر ثقافة الأخوة والوئام والمشاركة في بناء البلاد.
4 – الحفاظ على سيادة اليمن والحفاظ على حدودها ومنافذها.
5 – العمل على الشراكة مع دول مجلس التعاون ورفض التدخلات أو الإساءة لعلاقة اليمن بأشقائه.
ولذا لابد من استمرار العمل ولابد لرئيس الجمهورية أن يعقد جلسات مع وجهاء البلاد دورية لتقريب وجهات النظر ومتابعة التنفيذ وسماع وجهات النظر.
لقد استطاع الرئيس عبد ربه منصور أن يتصرف بعقلانية، وهناك عناصر لديها عقلانية وحكمة يجب أن يتواصل معهم وفق أمرين استقرار الأمن وسيادة الدولة وتنمية الوطن والاستفادة من خبرات وتجارب الأشقاء.
إن هناك جهات قوية ولديها من الأساليب والمكر بذلت جهوداً كبيرة لإفشال اللقاء وجعل اليمن دولة فاشلة وسعت بكل جهودها، وكان لابد لجميع الأطراف اليمنية أن تفضح هذه الجهة وتقف أمام مخططاتها، وهذه الجهة بذلت من الشائعات والأكاذيب إلى الإساءة إلى علاقة اليمن بأشقائه وإثارة الفتن الطائفية والمناطقية ولم تترك مجالاً إلا وعملته لدمار اليمن وأعلنت عداءها لليمن مثل ما عملت في سوريا والعراق.
آن الأوان لأهل اليمن أن يستفيدوا من الماضي ويخرجوا من صراعات سنوية تجربة الاشتراكية وفشلها والشيوعية وخرابها والنظام الإمامي الكهنوتي والطائفية الحاقدة العنصرية والحروب القبلية والصراعات القبلية، لابد لليمن الذي كان مثلاً يضرب به في الأخوة والمحبة، وعرفت ذلك منذ طفولتي في عدن كنا أهلا وأسرة واحدة ولا نعرف قبلية، وكذلك في صنعاء وتعز كنا أسرة وأهلا وكان عيباً الحديث بهذه اللغة، ولكن هناك فئات فاشلة وخسرت مواقعها وأصبحت مفلسة وتدعو لهذه الأفكار.
كان اليمن نصيرا للقضية الفلسطينية والقدس وقضايا العالم العربي والإسلامي واليوم اليمن يتجه بعضه لتقزيمه وتحجيمه وإنهاء دوره العربي والإسلامي، وأرجو من الأخوة في القيادات القبلية رفض تدمير الكهرباء والنفط ومعاقبة من يقومون بالإخلال بالأمن واختطاف الأشخاص وقطع الطرق ونبذهم إذا رفضوا وتسليمهم للقانون، وكذلك الأحزاب آن لها أن ترحم الفقراء والقتلى والظروف الاقتصادية، وألا يتركوا فرصة للذين يعيشون في الفنادق الخمس نجوم والسيارات الفارهة بالخارج والفلل والتنقل بين العواصم ألا يتمتعوا بالترف على حساب عرق ودماء شعبهم.
على الأحزاب الاتفاق على التعايش والعمل للمصلحة العليا مثلما تعمل الأحزاب في الهند وكوريا وغيرهما وكذلك إسرائيل المحتلة للأراضي العربية هناك أحزاب تختلف ولكنها تقدم بلادها ولا تفرط بالسياسة العليا ولا تعترف بالمناطقية والطائفية وتتجاوزها.
وعلى دول مجلس التعاون الاستمرار في رعاية المصالحة ومساعدة اليمن بالخروج من النفق وأتمنى لو تستضيف دول مجلس التعاون رموز الدولة والقبائل والأحزاب باليمن ويقومون بتوقيع ميثاق شرف مكة المكرمة، وهذا ليس بغريب على أشقاء اليمن الذين سيظلون شريكاً أخوياً حقيقياً.