[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

اليمن ومسؤولية ما بعد الحوار

احتفل اليمنيون بانتهاء مؤتمر الحوار، وعلى الرغم من أن البعض رأى أن ‏المشكلة ليست ‏في قضية الأقاليم وتخوفوا من مشروع تقسيم اليمن إلى ‏دويلات، وهذا ما يطمع به مرضى ‏السلطة وشهوة الحكم ولو على الجماجم ‏والدماء والحرب والتقسيم، أرجو أن تكون هذه مرحلة ‏للتقييم والعودة إلى ‏الاستقرار وسيادة الدولة..‏

‏ ولكن لابد من الاستفادة من الأحداث التي جرت ‏لعرقلة مؤتمر الحوار وجر البلاد للحرب ‏الأهلية لتحقيق أهداف لدول تريد ‏استخدام اليمن ورقة سياسية وأمنية لصالحها في أطماعها ‏التوسعية ولتنفيذ ‏أجندة تمزيق العالم العربي، ولقد انفضحت هذه الأوراق الآن، ولكن ما هو ‏‏المطلوب لجميع القوى في اليمن ولذا فإن على الدولة ممثلة برئيس ‏الجمهورية الذي حقق بلا ‏شك نجاح المؤتمر وإخراج البلاد من مأزق رغم ‏الضغوط والبراكين، وكان سيارة إطفاء ‏اقتضتها المرحلة ولابد عليه ‏ورئيس الوزراء والجيش والأمن العمل على توحيد القوى ‏المختلفة للعمل ‏للمرحلة القادمة والتي تتضمن‎‏: ‏

‎1 – ‎الوحدة الوطنية وسيادة الدولة ورفض المظاهر المسلحة والعمل ضمن ‏الدستور ‏والمؤسسات الدستورية‎‏. ‏
‎2 – ‎إعادة البناء الاقتصادي والقيام بحملة تنموية وإعادة بناء الأوضاع ‏الاقتصادية والتنموية ‏والتفرغ للإصلاح الداخلي‎‏. ‏
‎3 – ‎نشر ثقافة الأخوة والوئام والمشاركة في بناء البلاد‎‏. ‏
‎4 – ‎الحفاظ على سيادة اليمن والحفاظ على حدودها ومنافذها‎‏. ‏
‎5 – ‎العمل على الشراكة مع دول مجلس التعاون ورفض التدخلات أو ‏الإساءة لعلاقة اليمن ‏بأشقائه‎‏. ‏

ولذا لابد من استمرار العمل ولابد لرئيس الجمهورية أن يعقد جلسات مع ‏وجهاء البلاد ‏دورية لتقريب وجهات النظر ومتابعة التنفيذ وسماع وجهات ‏النظر‎‏. ‏
لقد استطاع الرئيس عبد ربه منصور أن يتصرف بعقلانية، وهناك عناصر ‏لديها عقلانية ‏وحكمة يجب أن يتواصل معهم وفق أمرين استقرار الأمن ‏وسيادة الدولة وتنمية الوطن ‏والاستفادة من خبرات وتجارب الأشقاء‎‏. ‏

إن هناك جهات قوية ولديها من الأساليب والمكر بذلت جهوداً كبيرة لإفشال ‏اللقاء وجعل ‏اليمن دولة فاشلة وسعت بكل جهودها، وكان لابد لجميع ‏الأطراف اليمنية أن تفضح هذه الجهة ‏وتقف أمام مخططاتها، وهذه الجهة ‏بذلت من الشائعات والأكاذيب إلى الإساءة إلى علاقة اليمن ‏بأشقائه وإثارة ‏الفتن الطائفية والمناطقية ولم تترك مجالاً إلا وعملته لدمار اليمن وأعلنت ‏‏عداءها لليمن مثل ما عملت في سوريا والعراق‎‏. ‏

آن الأوان لأهل اليمن أن يستفيدوا من الماضي ويخرجوا من صراعات ‏سنوية تجربة ‏الاشتراكية وفشلها والشيوعية وخرابها والنظام الإمامي ‏الكهنوتي والطائفية الحاقدة العنصرية ‏والحروب القبلية والصراعات القبلية، ‏لابد لليمن الذي كان مثلاً يضرب به في الأخوة والمحبة، ‏وعرفت ذلك منذ ‏طفولتي في عدن كنا أهلا وأسرة واحدة ولا نعرف قبلية، وكذلك في صنعاء ‏‏وتعز كنا أسرة وأهلا وكان عيباً الحديث بهذه اللغة، ولكن هناك فئات فاشلة ‏وخسرت مواقعها ‏وأصبحت مفلسة وتدعو لهذه الأفكار‎‏. ‏

كان اليمن نصيرا للقضية الفلسطينية والقدس وقضايا العالم العربي ‏والإسلامي واليوم اليمن ‏يتجه بعضه لتقزيمه وتحجيمه وإنهاء دوره العربي ‏والإسلامي، وأرجو من الأخوة في القيادات ‏القبلية رفض تدمير الكهرباء ‏والنفط ومعاقبة من يقومون بالإخلال بالأمن واختطاف الأشخاص ‏وقطع ‏الطرق ونبذهم إذا رفضوا وتسليمهم للقانون، وكذلك الأحزاب آن لها أن ‏ترحم الفقراء ‏والقتلى والظروف الاقتصادية، وألا يتركوا فرصة للذين ‏يعيشون في الفنادق الخمس نجوم ‏والسيارات الفارهة بالخارج والفلل ‏والتنقل بين العواصم ألا يتمتعوا بالترف على حساب عرق ‏ودماء شعبهم‎‏. ‏

على الأحزاب الاتفاق على التعايش والعمل للمصلحة العليا مثلما تعمل ‏الأحزاب في الهند ‏وكوريا وغيرهما وكذلك إسرائيل المحتلة للأراضي ‏العربية هناك أحزاب تختلف ولكنها تقدم ‏بلادها ولا تفرط بالسياسة العليا ‏ولا تعترف بالمناطقية والطائفية وتتجاوزها‎‏. ‏

وعلى دول مجلس التعاون الاستمرار في رعاية المصالحة ومساعدة اليمن ‏بالخروج من ‏النفق وأتمنى لو تستضيف دول مجلس التعاون رموز الدولة ‏والقبائل والأحزاب باليمن ‏ويقومون بتوقيع ميثاق شرف مكة المكرمة، وهذا ‏ليس بغريب على أشقاء اليمن الذين ‏سيظلون شريكاً أخوياً حقيقياً‎.‎

زر الذهاب إلى الأعلى