لقد كانت قبل سنوات طويلة، بعد ما قامت ثورة إيران، خطة إقامة دولة شيعية فاليمن، وذهب عدد من القادة الشيعة المتطرفين إلى إيران لبيعة الخميني فيما سُمي بالمجلس الشيعي الأعلى والإعداد لدولة شيعية.
وقرر هؤلاء لهذه الخطة اختراق الأحزاب والفئات في اليمن بكل أطيافها اليساري والعلماني والإسلامي للوصل إلى أهدافها واكتشاف قوة هذه الأحزاب وتجربتها وإضعافها من الداخل. وكانت هناك خطة التسلل إلى مركز الدولة وفق خطة إيرانية رُسمت في هذا المجال، وتم ارسال عدد كبير من هؤلاء للتدريب في إيران وجنوب لبنان، وكانت الكتب والأموال والزوار الخبراء تتوافد وتصل إلى صنعاء للإعداد والتدريب لساعة الصفر.
وقد خططت الأحزاب الطائفية لتعمل من الخلف وتجعل جماعة الشباب المؤمن في المقدمة. ويعلم الجميع أن الحوثي ومن معه ليسوا هم القوة وإنما هم من يجمع القبائل ويشرف برعاية إيرانية عراقية لبنانية لبرنامج يشمل التمدد وإعادة احتلال صنعاء انتقاماَ لثورة 26 سبتمبر وتصفية
حسابات تلك الثورة، فهذة الفئة تعيش على حسابات التاريخ فهي لازالت تعيش على صراع يزيد والحسين مع الحرب صفين ومعركة الجمل والسقيفة وغيرها وفق تفسيرهم التاريخي، وتريد ان يعيش المجتمع في هذا الإطار لقضايا مضى عليها أربع عشر قرناَ، كما عن ثورة سبتمبر مضي عليها خمسون عاماَ وأكثر. وكربلاء والضاحية، وهي تشكل قضية غير منطقية ولا مقبولة من بقية أفراد الأمة الذين يرغبوا في نسيان الماضي والنظر إلى المستقبل.
لقد أجاد الغرب وإسرائيل أستخدام هذة الورقة جيداَ وتنميتها. ولذا وجدنا المسؤولين الأمريكيين يرفضوا إدراج هذه المجموعات ضمن قوائم الإرهاب ويحثوا على دعمهم والتعاون معهم. وها نحن اليوم نجد مواقف الولايات المتحدة ودول غربية والأمم المتحدة تدعم نظام المالكي في تصفية وتهجير السنة بالعراق وترى تهجير في العراق وتهجير في سوريا وتهجير في صعدة. فماذا يعني ذلك؟ إننا أمام سياسة أشد من سياسة إسرائيل في تهجير الفلسطينيين. الأمر خطير جداَ إذا لم يحسم. وللأسف فإن الدولة اليمنية والدول العربية تلقت تحذيرات كبيرة منذ زمن بعيد لهذا الخطر الداهم ومخططاته وقًبِل ذلك بأنه مبالغة وغير هام.
وقد سمعت الشيخ ابو الحسن الندوي وغيرة يحذروا من هذا الخطر. والقبائل اليمنية لم تعطي الموضوع أهميته ووقعت في فخ الخداع والتُقية، وأستغل هؤلاء ظروف اليمن ليتمددوا ويوسعوا نفوذهم ويهزوا أركان الدولة وهم يناوروا ويخادعوا وانفردو بأهل دماج الذين للأسف وضعوا بيضهم في سلة النظام السابق الذي أستغلهم سياسياَ وخذلهم بعد ذلك. وكذلك فتحوا عداَء وخصومات مع الفئات الأخرى مما جعلهم لقمة سائغة.
ومما زاد الوضع خطورة ما يلي :
1-متاجرة النظام السابق للقضية وطعن الجيش من الخلف وتقوية هؤلاء لأستمرار الفتنة للحصول على دعم والأبتزاز مما هدد مصالح البلاد وملك هؤلاء أسلحة بالتواطؤ من قبل جهات عسكرية، وهذا لعب بالنار يجب أن يحاكم أصحاب الخيانة العظمى لليمن.
2-تجاهل القبائل وعلى رأسها حاشد للأسف للخطر وتنبهت أخيراَ بعد أن انتشر هؤلاء وتمددوا مستغلين غفلة الناس عنهم وكذالك تجاهل الإصلاح وطنه أنه بعيد عن القضية ولكن اليوم هولاكو القادم يهدد الجميع ولن يرحم أحداَ.
3-حصر الموضوع في الحوثي فقط دون النظر إلى دور إيران وأنها من يحرك الأحزاب التي تقع ضمن المجلس الشيعي الأعلى باليمن والتي تخطط وتحتل صعدة وتريد الوصول إلى البحر الأحمر وبحر العرب وتهديد المنطقة وإشعال الحرب. وقد أعترفت وسائل غربية بدور غربي لإيصال إيران لمرحلة الهيمنة على المنطقة وبنفس دور الشاه كمصلحة عليا للإستراتيجية الغربية.
4-عدم وجود تحالف بين القبائل والعلماء والفئات لمواجهة هذا الخطر.
5-موقف الدولة ضعيف وضعف الجيش واختراق هؤلاء للجيش والشرطة واستمرار إيران في السياسة اليمنية.
6-شق الصف اليمني الخليجي من خلال التشكيك بدول الجوار وإنزال المعلومات الكاذبه والأخبار والقصص عن لقاءات لا أساس لها لإيجاد هزيمة نفسية، وهو ما وقع فيه السُذج الذين نشروا وتبنوا إشاعات إيران عن طريق إعلام مدسوس بأسلوب سيكولوجي لعزل اليمن عن أشقائها والانفراد بها.
الآن الكل يتخبط ويصدر التصريحات بعد سنوات من السكوت والتجاهل وعدم المسؤولية. وليس هناك من الخيار سوى تحالف شعبي وقبلي وعسكري تحت شعار رفض دولة داخل دولة ورفض دولة طائفية والإعلان صراحة وعن دور إيران والعراق في حربهم على الشعب اليمني وسيادة اليمن واستقلالها، وإلا فإن القادم أسوأ بكثير من دخول صنعاء عام 48 ومن المجازر التي ارتكبوها في حبيش والتربة والمقاطرة وإب وجعلها أرض خراج وتسمية أنفسهم بالمجاهدين واستباحة أموال وأعراض هؤلاء. فالله الله لا تجعلوا اليمن عراقاً آخرا وعلى اليمنيين أن يمدو أيديهم لدول الخليج لتحرير صعدة من الاحتلال الإيراني.