[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

مقومات بقاء الاقاليم!

تباينت المواقف وردود الافعال حول اعلان اليمن دولة اتحادية مكونة من ستة اقاليم ‏فسياسيون رحبوا واخرين انتقدوا واحزاب وفصائل رفضت فهناك شريحة من الناس لديها ‏تخوف من التقسيم الفدرالي الجديد للبلاد الذي تم اقراره و تطرح ان هذا التقسيم يهدد بالتشظي ‏والتشرذم والانقسام وكان هروباً متسرعاً من هواجس العودة للانقسام وسيحول اليمن إلى ‏دويلات صغيرة (مذهبية ومناطقية ) متحاربة ومتناحرة..‏

‏ بينما تطرح شريحة اخرى من الناس ان التقسيم سيعيد الجنوب على ما كان عليه قبل عام ‏‏67 أي تقسيمه إلى 22 مشيخة وسلطنة وسيدخل الشمال في صراعات وحروب وستفقد ‏صنعاء كل قدرتها بالتحكم على المناطق الاخرى وفقدان هذا التحكم والسيطرة لصنعاء سيوفر ‏فرصة كبيرة للجماعات المسلحة بتثبيت نفسها وبسط نفوذها والتمدد في كثير من المناطق ‏اليمنية طبعا هذا التخوف المطروح ممكن يحدث وبحسب وجهة نظري اذا لم يكن هناك في ‏المركز الرئيسي نظام قوي ودستور قوي .‏

‏*جغرافية الاقاليم :-‏
القول بان توزيع المحافظات على الاقاليم السته جاء وفقا للتناسق الجغرافي طرح غير دقيق ‏فهناك محافظات متناسقة جغرافيا تم تشتيتها وتوزيعها على عدة اقاليم .‏

‏*الثروة و البحر :-‏
المتأمل بدقه لتوزيع المحافظات على الاقاليم يجد ان المحافظات الجنوبية التي تم ضمها في ‏اقليمين لم تخلو من منفذ بحري وثروة بينما انعدم هذا الشيء في أقاليم المحافظات الشمالية ‏فالمنفذ البحري مهم جدا لكل اقليم من اجل استقرار الاسعار وتحريك التجارة لأنه عدم وجود ‏منفذ بحري باي اقليم معناه ان هذا الاقليم غير قابل للاستمرار فالإقليم الغير موجود فيه منفذ ‏بحري سيضطر رجال الاعمال فيه إلى احضار البضائع للإقليم عبر منفذ بحري لإقليم اخر ‏وبالتالي سيدفع رجال الاعمال الضريبة مرتين الاولى لذلك الاقليم المستورد منه البضائع ‏والثانية لإقليمهم وبالتالي سترتفع الاسعار في الاقليم الذي بدون منفذ بسبب اجور النقل ‏والضريبة التي ستدفع مرتين ومن الاهمية بمكان الاشارة إلى ضرورة تتحقق المنافسة الكاملة ‏بين كل الاقاليم والمنافسة هذه تقتضي وجود المقومات الاساسية ففي كل الاقاليم الشمالية ‏يلاحظ إن وجد البحر انعدمت الثروة والعكس في الاخرى فعند تحديد الاقاليم لم يتم مراعاة ‏المعايير المتفق عليها دولياً حول الاقاليم والتي تتمثل بالانسجام والتقارب في الارض والإنسان ‏وحجم السكان و الثروة والمنفذ البحرى فالأقاليم بشكلها المعلن غير قابلة للاستمرار والحياة ‏فواحد من هذه الاقاليم بلا مقومات سكانية (مأرب – الجوف – البيضاء)وآخر بلا موارد ‏اقتصادية (صعدة – عمران – صنعاء – ذمار) وثالث به ما يقارب من ثلث سكان اليمن (تعز ‏‏– إب) ورابع عنده كل الثروة المعلنة (حضرموت – شبوة – المهرة) والخامس ليس معه الا ‏ميناء ضعيف ومتهالك لا يوازي ميناء عدن (الحديدة – ريمه – حجه – المحويت ) فهل ‏بالفعل قدمت دراسات سياسية واقتصادية للجنه تحديد الاقاليم قبل توزيعها بهذا الشكل كما ‏يطرح البعض فهذا سؤال يطرح نفسه أين اقتصاديات الأقاليم ومقومات بقاؤها يا لجنة تحديد ‏الاقاليم ؟ فالغالبية العظمى من الناس تدعو إلى اعادة تقسيم الاقاليم على اساس الانسجام ‏والتقارب في الارض والانسان وحجم السكان والثروة والمنفذ البحري .‏

تطبيق الاقاليم :-‏
الاستعجال على تطبيق نظام الاقاليم المقر بعد صياغة الدستور والاستفتاء غير منطقي فيجب ‏اولا تهيئة المحافظات المنخرطة في الاقاليم بالتأقلم مع الدولة الاتحادية وثانيا إعطاء الوقت ‏الكافي للأقاليم بمواكبة هذا التغيير الجديد بتوفير مشاريع البنى التحتية الضرورية واهمها ‏مشروع الكهرباء لكل اقليم فمن غير المنطقي اعتماد الاقاليم الاخرى على محطة مأرب ‏الغازية فمعنى اقليم ان يكون له كل مقومات الاقليم فلابد من تهيئة الاقاليم وتوفير المشاريع ‏الرئيسية لها. ‏

ختاما هل ستعيد صيغة الاتحاد الفيدرالي الاستقرار السياسي والامني لليمن ؟ طبعا الإجابة ‏ستكون بعد تطبيق نظام الاقاليم على ارض الواقع.‏

زر الذهاب إلى الأعلى