صار الحوثي يصطدم حتى مع الزيدية نفسها؛ يفرض صرخته بالقوة في مساجد وقرى الشمال.
ولقد قال لي زميلي العزيز هلال الجمرة المتأثرة عائلته في آنس بهوس الحوثي إنها «الشرخة» وليست الصرخة..!!.
يقصد صرخة الحوثيين التي تثير الشفقة؛ كونها تنطوي على جنون عظمة عجيب، فضلاً عن تضمُّنها قفزاً على الواقع ومزايدة من النوع الرث جداً، إنها تشرخ المجتمع ومعه الحق.
والحاصل هو أن الحوثية تكرّس نفسها يومياً للأسف كحركة ومشروع عصبوي هي إحدى مخلّفات نظام الفوضى لعهد صالح، وهي واحدة من أخطر المطبّات التي ستقف عائقاً حقيقياً في وجه الدولة والمشروع الوطني.
ذلك أن الحوثي في انتحاره السياسي بلا مشروع وطني يقلّد حسن نصر الله في حديثه عن الصهاينة مثلاً، ويستنسخ العبارات دون أن يعلم أنه في اليمن والضحايا يمنيون؛ حتى إنه تعوّد الآن مخاطبة أتباعه عبر شاشة ميدانية؛ تماماً كما يفعل حسن نصر الله بالفعل..!!.
ويبدو واضحاً في السياق أن الحوثي ينشط أكثر كلما كان الجهل هو السائد؛ بحيث إن التخلّف هو طريق كل جماعة متطرّفة للسيطرة علينا.
فكل الأفكار السلفية والأصولية سواء كانت شيعية أم سنّية؛ تجدونها تعتمد على نفس الاستغلال السياسي للدين، وعلى الأفكار الإلغائية، وعلى العداء للآخر.