لايزال اليمن بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح يعاني من عدم الاستقرار والاضطرابات والحروب، رغم تطبيق المبادرة الخليجية التي أنهت حكم صالح ومكنت البلاد من انتقال سياسي مهد الطريق أمام قيام دولة لجميع أبناء اليمن.
الصراع بين الأطراف اليمنية ليس صراعاً داخلياً بين أبناء اليمن، بل إن العامل الخارجي هو من أوجد هذا الصراع وغذّاه طيلة عقود، وبات من الواضح أن إيران تلعب الدور الأخطر في هذا البلد وعلى ثلاثة محاور.
- تقدم إيران كل أشكال الدعم للحوثيين؛ خدمة لمصالحها ومد نفوذها إلى هذه المنطقة العربية، مثيرةً النعرات الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، ويواصل الحوثيون في الشمال الحرب ضد الجيش والسلطة من أجل توسيع نفوذهم وبسط سيطرتهم العسكرية والسياسية، في محاولة لخلق واقع جديد سياسي يعيد صياغة اليمن ثقافياً واجتماعياً وعقائدياً.
- وتقف طهران خلف تنظيم القاعدة على الطرف الآخر من اليمن ليشارك هو الآخر في زعزعة الاستقرار عبر ممارسة الإرهاب ومحاولاته فرض سلطته على بعض المناطق، ما يقوض سيادة الدولة على أراضيها، وتصعيد الحوثيين للحرب من جديد شمال البلاد يترافق مع تقدم الجيش في محاربة القاعدة جنوب البلاد.
- المحور الثالث هو انفصال جنوب اليمن الذي تعمل عليه إيران عبر عدد من قادة الجنوب الذين يسعون إلى الانفصال تحت ذرائع وحُجج بعيدة عن مصالح الوطن، وهؤلاء احتضنتهم إيران وتُقدِّم لهم كل أشكال الدعم السياسي واللوجستي من أجل الدفع باتجاه تقسيم البلاد.
محاور إيران هي المخاطر التي تهدد اليمن ووحدة شعبه وأرضه.