هادي سلم عمران للحوثي، هذا ليس مستغرباً؛ يجب أن يمرر السياسيون مخططهم في أقلمة البلد ولو غرقت في انهار دم؛ لكنهم لا يدركون بأن اليمن لن يتشكل وفق ذهنية مجموعة خرفان يتحدثون في السياسة؛ ولا يلتفتون لدعوات ونزاعات مناطقية ومذهبية وطائفية كل يوم تستشرس في وجوه اليمنيين.
بمرارة جاءت الأخبار من عمران مخيبة، سقطت عمران في قبضة مقاتلي الحوثي، واستبيحت المدينة، لكن قتالاً دار ولا يزال في محيط اللواء 310، بحسب آخر الانباء. الحوثي يتمدد ولا يمكن لمن يتناول نخب الانتصارات على جثث جنود وابرياء ان يتوقف في غياب دولة وتواطؤ قادة وسياسيين في السلطة امتطوها باسم الثورة.
لم تحقق الثورة حتى اللحظة اكثر من الخيبات والاشد مرارة ان اليمن في طريق العراق، تأخذ الحياة في ذهنية مجموعة قيادة المشترك سياسيين وحاكم يتساوقون مع إسقاط معسكرات في قبضة جماعات، تمتلك ترسانة من الاسلحة تضاهي مخازن ألوية نظامية، وتقتل وتنهب وتستبيح المدن.
بأي طريقة وعلى ماذا يرتكز الحوثي لهذه السيطرة ونشوة الانتصارات التي يريد تحقيقها؛ يجب أن تدان جميع هذه الجماعات، ومرتان يجب أن توجه الإدانات للمسؤول الأول في البلاد الرئيس عبدربه منصور هادي ومعاونيه ومستشاريه وقيادات المشترك.
كنا نقول قبل أشهر قليلة من مراقبة تصرفات هادي، بأن محنته الصريحة -على ما يبدو بدأت- تحالفاته السياسية ستتهاوى من إنفراده في القرار واليوم يجري الجميع في نفس الفلك وعلى رأسهم المشترك؛ الذين تعودوا إدانات صالح في حروبه، ضد صعدة خلال ستة سنوات متورطون اليوم في إنعاشها مجددا؛ اليوم ظهروا أكثر انتقامية وثأرية على غرار ما يجري في عمران، ولا تبدو الأمور انها ستتوقف عند هذا الحد.
* من صفحة الكاتب على فيس بوك