بعد سقوط اليمن بيد المليشيات وإسقاط الدولة الناجمة عن خطة إيرانية محكمة في ظل غياب عربي ووقوع العرب في فخ الاتفاق الإيراني الغربي وقع الجميع في لعبة ابن عمر الذي سيّر الجميع في برنامجه الذي يمثل مصالح الغرب الذي يصب في الأخير في مصلحة التفوق الإسرائيلي والاستنزاف وإضعاف الدول العربية القوية. تعامل العرب مع اليمن دون النظر إلى جذور وأبعاد المخطط الذي يستهدف المنطقة ولو أن القوى الوطنية قدمت مصالح البلاد أمام الأخطار على المصالح الحزبية ما وصل اليمن إلى ما وصل إليه أصبح ضحية لانتقام الرئيس السابق من إزاحته من السلطة وضحية صراعات خفية بين الإصلاح وخصومه من الاشتراكي والناصريين الذين يكيدون له سراً ومن عدوه اللدود حزب اتحاد القوى الشعبية وحزب الحق. وجهل عدد كبير من أتباع الإصلاح من أهداف إيران وأتباعها وعدم خبرة عدد من القادة بهذا الحزب بأبعاد وجذور الجماعات التابعة لإيران وحصر الموضوع بالحوثيين فقط وكذلك تفرق القبائل وعدم وطنية عدد من القادة وسهل شرائهم بمال إيران المنهوب من العراق. كل هذا مكّن هذه المليشيات التي رتبتها جهات عديدة إذ أن سكوت الدولة عن سيادتها بدخول الإيرانيين واللبنانيين من حزب الله والعراقيين التابعين للسيستاني والخبراء الروس عن غير طريق الدولة وتواطؤ الرئاسة بتسليم الدولة والأمن والجيش للمليشيات وإسقاط الدولة بيد الدولة وشراء الذمم، كل هذا تسبب فيما حصل والتنازلات وسلبيات الأحزاب وتجاهلها لما يجري والذل والهوان لذهاب قادة الأحزاب ومنها الإصلاح لطلب عطف هؤلاء هو اعتراف بشرعية المليشيات هذه وهؤلاء جبروت وطفيليات، وتحولت البلاد إلى كابوس، دُمرت البيوت وأسقطت الدولة وحُوصر البرلمان والرئيس ورئيس الوزراء وسقطت الدولة وسقط الأمن ووصل الأمر بوصول الوفود الأجنبية من إيران وروسيا بضيافة المليشيات التي لم تحترم سيادة الدولة وتم الاعتداء على أجهزة الأمن وتسليم ملفاتها لدول معادية بما يسمى أمن اليمن وأمن المنطقة وهو ما لم يحصل بأي بلد آخر.
ما جرى من قمع وتهديد واحتقار للمتظاهرين والكبت هو نفس أسلوب الشيوعيين في الستينات ونظام ستالين ولينين حيث أن الخبراء الشيوعيين من روسيا هم الذين يرتبوا ويوجهوا الأمور. اختلفت القوى اليمنية الوطنية وتركت البلاد للأعداء، وتم قمع ومنع الممارسات الفكرية والعقائدية لأهل السنة الذين لم يعد لهم إلا الخيار المر وهو الانفصال فتعز ومأرب والبيضاء وإقليم تهامة المحتل لم يعد أمامهم سوى حماية السنة من محو الهوية ومحاربة شعائرهم ومعتقداتهم وفرض مذاهب إيران وعودة النظام الكهنوتي الإمامي بمذاهبه وأفكاره المنحرفة عن الإسلام مما يقتضي القرار بالانفصال حتى يعود إقليم ازال بعد التحرير من المليشيات ومن روسيا وإيران وحزب الله. هذه هي الحقيقة المرة على أبناء المناطق المتضررة أن يوحدوا كلمتهم ولكن المحزن المؤسف أن الجنوب أيضاً به قوى موالية لإيران وقوى مرفوضة من الشعب أمثال الجفري الذي يحمل فكراً معادياً لأهل السنة ولكن بأمواله استطاع أن يشتري الذمم. على أهل الجنوب ومأرب وإقليم سبأ والبيضاء وتعز وإب أن يوحدوا كلمتهم ويختاروا قيادة نظيفة بعيدة عن مرتزقة إيران ويستفيدوا من تجارب العراق وإلا فإنهم سوف يتم القضاء عليهم. هذا هو حل جزئي ومؤقت حتى يتم تحرير المناطق المحتلة والتي يمارس فيها القمع والإرهاب والظلم والطغيان لجبابرة ماركسيين شيوعيين بعمائم سوداء يستخدمون الدين لمحاربة الإسلام. أسلوب جديد دين يرضي روسيا والغرب، دين مشوه، دين يقدم الإسلام بالدم والموت والقمع والتخلف والكهنوت والإرهاب ليقال لأبناء العالم هذا هو الإسلام فلا تقربوه. وكل من خالفهم يتهموه ويضعوا له التهم ويلفقوا له القضايا مثل حكم الستينات. واليمن اليوم مثلما حصل في عدن أيام الشيوعيين ومثلما حصل بالمجر وتشيكوسلوفاكيا وكازاخستان وأوزبكستان وآسيا الوسطى من قمع. والحقيقة أن اليمن يعاني من خطر القضاء على هويته الإسلامية و استباحة دينه وأرضه وعرضه وماله.
لذا يجب حماية المناطق التي لم تصل إليها المليشيات بإقامة دولة مستقلة مؤقتة حتى تعود المناطق المتضررة ويفرج الله عنها. وعلى الأحزاب والساسة أن لا يسوقوا للأنظمة السابقة ومن تسببوا فيما حصل. يجب حل الأحزاب التي تسببت فيما حصل وعلى رأسها حزب الرئيس السابق والمشترك والمليشيات الإيرانية ورفضها ورفض التدخل والاحتلال الإيراني الروسي لليمن وليس غير ذلك.