واقع جديد في اليمن فرضه هرب الرئيس المستقيل إلى عدن ورجوعه عن استقالته، الرئيس عبدربه هادي عاد إلى الواجهة بعد أن حوصر وقتل بعض حراسه وأقاربه، ثم فرضت عليه إقامة جبرية من الحوثيين في العاصمة، وصل الأمر إلى نداءات من بعض معاونيه بخطورة حاله الصحية.
من صنعاء إلى عدن، إما أن تصاب عدن بعدوى صنعاء وإما أن يتم فيها تحضير الدواء. لكن هل لدى الرئيس هادي القدرة والإرادة لتحقيق ذلك؟
تخطئ دول مجلس التعاون إذا ما تركت ملف القضية اليمنية بين يدي هادي وفريقه وحدهم، والعبرة بأداء الرئيس في الفترة العصيبة السابقة، مثلت تجربة هادي في الحكم حالاً من الضعف والقبول بكل واقع فرضه الحوثي، استطاعت جماعة الحوثي في عهده تحقيق ما لم تحلم به منذ نشأتها، من صعدة إلى عمران انتهاء بالعاصمة، ارتفع صوت الحوثي من المهادنة إلى الاستيلاء، ثم التهديد والوعيد، وصل الأمر إلى اتهام الرئيس بالخيانة.
تأكيد دول الخليج العربي دعم الشرعية، ممثلة بالرئيس هادي يحتم حماية هذه الشرعية من ضعفها ومن استلاب مندوب الأمم لها وتطويع إرادتها، كما قام ويقوم به جمال بن عمر، السياسة الخليجية في اليمن يجب ألّا تكتفي بدعم الشرعية، بل تتجاوز ذلك إلى جمع التيارات السياسية اليمنية الأخرى حول هذه الشرعية، بالتحديد التيارات التي تتفق على التعايش والمشاركة في يمن عربي الهوية، وتتحد في موقف واضح لا يقبل اللبس، ضد المشروع الإيراني، والشعار الذي يفترض أن يلتم حوله اليمنيون، موجهة للحوثي «عد إلى صعدة».