[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

موقف من الهاشمية لا من الهاشميين

عصام القيسي يكتب: موقف من الهاشمية لا من الهاشميين


كانت مشكلتنا مع الهاشمية لا مع الهاشميين. لكن المشكلة أن معظم الهاشميين قد أصبحوا مع الهاشمية! وتتضح هذه الحقيقة بمجرد تعريف الهاشمية: إنها نزعة عنصرية تدعي أن الله قد اصطفى سلالة من الناس اصطفاء عرقياً ومنحها حقوقا استثنائية في السلطة والمال والكرامة!

فكم عدد الهاشميين الذين لا يؤمنون بنظرية الاصطفاء العرقي والحق الإلهي وحقوق آل البيت؟!

إذا قلت أغلبية، فلماذا لا نسمع صوت هذه الأغلبية؟! لماذا لا تصرخ مع اليمنيين؟! ألا تستطيع الكلام؟! وإن قلت أقلية، فإن الأحكام تراعي الأغلبية لا الأقلية. فإذا قلنا إن الهاشميين عنصريون فهو حكم على الأغلبية لا على الأقلية. حكم على المجموع لا على الجميع! وعندما تغضب الأقلية من حكم كهذا فإنما تدلل على أنها ما زالت تعطي الانتماء المنوي اعتبارا وقيمة أكثر من الانتماء الوطني، أو الانتماء للحقيقة. وفي الحالتين لا كرامة لأحد لا يغضب إلا لكرامته وحدها، ولا يرمش له جفن إذا انتهكت كرامة الآخرين. والكرة في أيديهم إما أن يرفعوا أصواتهم مع أصوات اليمنيين وإما أن يتحملوا وزر الفتنة التي لا تصيب الذين ظلموا منهم خاصة.

ليسوا سواء..
أعرف صديقا من السلالة الهاشمية صاحب أسرة كان أستاذا معلما وخطيب مسجد مفوه، وبعد سقوط العاصمة بيد العصابة السلالية فقد الرجل مصادر دخله، وهو عزيز النفس فقير الحال. كان بإمكانه أن يصبح مشرفا حوثيا في منطقته، يأكل سمن القبيلي وعسله، ويركب على ظهور الزنابيل، لكنه اختار طريقا آخر هو طريق اليمنيين في رفض العنصرية وادعاءات الاصطفاء العرقي والحق الإلهي، ولمّا ضاقت به الحال اشترى دراجة نارية وذهب يطلب الرزق الحلال ويصبر على شظف العيش.

وصديقان آخران دخلا في صراع مع بني عمومتهم رافضين المنطق العنصري نفسه من حيث المبدأ لا مجرد الحالة الحوثية. وصديق رابع يشاركنا السخرية والنقد من هذا الفكر المريض. أمثال هؤلاء لن ينالهم منا إلا كل احترام وتقدير، لأنهم تمكنوا بطهارة قلوبهم من التغلب على مرض لا يشفى منه إلا القليل من الناس.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى