مؤتمر الرياض.. فرصة لمعالجة الاختلالات وتوحيد الصف
همدان العليي يكتب عن مؤتمر الرياض بشأن اليمن.. فرصة لمعالجة الاختلالات وتوحيد الصف
أتفهم احباط الناس وخيبة أملهم جراء فشل جهود استعادة الدولة، ومن الضروري الاستماع لصرخات الناس الناقدة للأخطاء والإعتراف بها بكل شجاعة والعمل على معالجها.
لكن ما لا يمكن تفهمه، هو التماهي مع خطاب العدو، واستهداف من يمنح معركنا الوطنية غطائها السياسي والإعلامي.
شاهدت بعض المنشورات التي تسيء للمجموعة من الإعلاميين الذين يشاركون في مؤتمر الرياض، وهي تحمل نفس العبارات والمفاهيم التي يستخدمها العدو الإمامي ضد أحرار اليمن.
لأي يمني (ضد الحوثي) الحق في ابداء الملاحظات حول آلية الاخيار والترشيح، لاسيما اولئك الأحرار في الداخل، لكن ليس من حق أحد التشكيك في جهود الآخرين ودورهم الوطني في هذه المرحلة.
في إحدى الصور التي تم تداولها أمس، ثلة من أحرار وأبطال اليمن الذين يقومون بواجبهم بكل صدق وتفاني في مهمة استعادة الدولة بامكاناتهم المتاحة رغم معرفتهم بالضريبة الباهظة التي سيدفعونها جراء مواجهة جماعة عنصرية ارهابية (مواجهة علنية لا تذبذب ولا حياد فيها)، ويأتي أشخاص ليس لديهم أي دور في هذه المعركة لأنهم غير مسعدين لدفع ضريبة مواجهة الإرهاب الحوثي، ويصفون غيرهم بـ "المرتزقة" تماهيا مع خطاب العدو؟!!!
صحيح، في الصورة أشخاص ليس لهم أي دور في هذه المعركة الوطنية ولا يجيدون إلا التقاط الصور، أو يعملون لصالح الحوثي، لكن هذا لا يعني تعميم الإساءة.
الإعلامي والحقوقي مهمته الصدح بكلمة الحق والدفاع عن الناس والقضية الوطنية في وسائل الإعلام.. وأغلب من في الصورة يقومون بواجبهم الوطني.. ولا يجب تحميلهم مسؤولية تقصير الآخرين.
أيضا، وكما لا يجب أن نسمح باستهداف من يقدمون أرواحهم في سبيل استعادة الدولة في الميدان، لا يجب أن نقبل بأي خطاب يتماهى مع خطاب العدو مستهدفا المنظومة الوطنية التي تعطي المقاتل في الميدان الغطاء السياسي.
الشرعية مليئة بالعيوب والأخطاء والفشل، لكن اغتيالها في الذهنية العامة خطأ لا يجب السماح به. نعمل على نقد أخطائها والعمل على اصلاحها، لكن مساواتها بالإمامة خطأ خطأ خطأ جسيم.
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: أمين عام الخليجي لسفراء الخمس في اليمن: المشاورات فرصة لإنهاء الأزمة
هذا المؤتمر فرصة لمعالجة ولو جزء من أسباب الفشل والقصور والخلاف في الصف الوطني، فكونوا داعمين له وليس أدوات للحوثي.
للعلم.. تلقيت دعوة للمشاركة في المؤتمر لكني اعتذرت لانشغالي في الأيام التي ستنعقد فيها المشاورات، لكن واجبنا جميعا دعم مثل هذه الجهود لتوحيد الصف الوطني.