بلقيس في مهجة قَيْل
قصيدة للشاعر عمار الجبري يكتب: بلقيس في مهجة قَيْل
بدفاتري لا بالكتاب المدرسي
تجدين ذاتكِ بالجلالة تكتسي
بدفاتري لا بالكتاب المُفترى
لازلتِ خالدة السنا لم تُطمسي
لازلتِ مشرقةَ الحكايةِ ما اختفى
عنوانُ فصلٍ أو إشارة فهرسِ
بدفاتري انا لا بمنهجكِ الذي
أُخفيتِ منه، فلم تُري لم تُلمَسي
فدرستِه وخرجتِ جاهلةً بما
يعنيك أنتِ.. كأنما لم تدرسي
ماذا درستِ؟ درستِ نصفَ حكايةٍ
مغلوطةٍ وأردتِ أن تتأسسي!
أفنيتِ عمركِ في دراستها أما
فكرتِ أن تتبيُني.. تتحسسي
بلقيسُ ماخطرتْ ببال عبارةٍ
أبداً ولا مرتْ بطيفِ مُدَرِّسِ
ولديكِ ألفُ حضارةٍ وحضارةٍ
وُجِدَتْ بألفِ مشيّدٍ ومؤسسِ
لم تسألي عنها ولم تتحققي
منهم ولا حاولتِ أن تتلمسي
حقبُ الجمالِ وأنتِ سرُ جمالها
أين اختفتْ وبفعلِ أيّ مدلسِ!
والمعبدُ السبئيُّ ما موضوعُهُ
وسماقة الصرح الرخيم الأملسِ
والعرشُ.. أين العرش يحملهُ ملا
ئكة أولو بأسٍ كرامُ الأنفسِ
ومقامكِ العالي وأنتِ مليكةٌ
وإلهةٌ مخلوقةٌ لتُقدسي
أيزاح هذا من كتابكِ بينما
لازلتِ في أملٍ بهِ لم تيأسي
لا شيءَ منكِ بدا على صفحاتهِ
فظهرتِ كالليلِ الظليمِ الأدمسِ
حجبوكِ عنكِ وأظهرتكِ دفاتري
مشكاةَ نورٍ ساطعٍ لم يُمسسِ
شمّاءُ تلتحفُ النجومُ جبينها
فوّاحة الذكرى كحقلِ النرجسِ
لم تُحجبي قمراً ولم تتوقفي
مطراً ولم تَهِني ولم تتنكسي
فاطوَيْ كتاباً لم يفيك وغادري
صفحاتِهِ وإلى المجيء تحمسي
وإلى رحاب دفاتري اتجهي إلى
وطنٍ على صفحاتهِ لم تُبخسي
ودعي الفراغ دعي التغرّبَ مزّقي
حُجُبَ الظلامِ لتُقمري ولتُشمسي
لتعاودي إن شئتُ دون ترددٍ
تفكيركِ اليدعوكِ أن تتبلقسي
بدفاتري بقصائدي وبكل ما
ذكرتْهُ عنكِ خواطري وهواجسي
تتنفسين من الحضارة والهوى
يا حلوتي، ما شئت أن تتنفسي
في كلّ سطرٍ حقبةٌ ذهبيةٌ
تسمو بكل معظّمٍ ومُقدسِ
حِقبٌ لديك بها اخضرارٌ دائمٌ
ومآثرٌ تأباكِ أن تتيبسي
٣٠ يوليو ٢٠٢٠
. اللوحة للفنان زياد العنسي
عناوين قد تهمك: