ورحل البتول.. كاشف خيوط الظلام
د. لمياء الكندي تكتب: ورحل البتول.. كاشف خيوط الظلام
من المؤسف ان يكون حديثي عن هذه القامة الوطنية مثلي مثل الكثيرين الذين كتبوا عنه اليوم بيانات النعي والتعازي، دون أن نتشرف بمشاركتنا شرف حضوره والكتابة عنه وعن نضاله الفكري في تعريت الزيف الإمامي وخطره، قبل ما تحل علينا فاجعة رحيله المبكر.
ففي اليوم الذي أفقنا فيه على فاجعة موت الباحث والكاتب الكبير عبدالفتاح محمد البتول لابد وان نستحضر دوره في مقاومة فلول الإمامة وقبلها نسأل الله العلي العظيم له الرحمة والمغفرة.
فقد عاش البتول سنواته الأخيرة ومن قبلها فترة ظهور قوى الشر الحوثية، حيث قضى عمره ورحلته القصيرة مقاوما من الطراز الأول لمشاريع الإمامة.
كان قلمه وفكره الناضج دواة يكتب لنا منها اولى الصرخات التحذيرية لخطر الإماميين الجدد.
كتب محذرا وناقدا وكاشفا أغطية السوء التي كانت هذه القوى تسعى إلى التستر بها لتصل في الأخير إلى ما كانت تسعى إليه من السيطرة على الحكم.
ففي كتابه "خيوط الظلام عصر الإمامة الزيدية" يكاد البتول ان يرفع الستار عن حقبة تاريخية من اسوأ الحقب التي عاشها اليمنيون تحت حكم الإمامة كان هذا الكتاب مع ما كتبه الصديق الكاتب عادل الاحمدي في كتابه "الزهر والحجر" من أقوى وأهم ما كتب عن المشاريع الإمامية التدميرية وما ميز هذين الكتابين أنهما كتبا في وقت مبكر من ظهور الحوثيين وأولى حروبهم الفعلية علينا فقد كانا بمثابة الصرخة الواعية المحذرة لكل تداعيات الصراع السياسي والعسكري والمذهبي الذي فرضه وجود مثل هذه الجماعة التدميرية.
كانت كتابات البتول في التسعينات من القرن المنصرم وتعرفيه بالأخطار المحدقة بنا جراء التستر على المشاريع الإمامية والتعريف بأخطارها بمثابة الجرس والإنذار المبكر الذي كان يمكن لنا حينها أن نتفادى مآلاته لو اننا تعاملنا بمسؤولية تجاه تلك الأصوات الوطنية التي ما انفكت تحذر وتدافع وتكشف وتعري هذه العصابات التي تحاول جاهدة أن تصادر حياة الناس والدولة لصالحها.
رحل البتول وهو يواصل الكشف عن خيوط الإمامة الزيدية التي حاولت وتحاول أن تلف خيوطها القاتلة على أعناق اليمنيين وتجرهم إلى واقع القتل والاستعباد.
رحل وأصابعه وفكره ما زال يجتهد في فك تلك الخيوط ونقض مؤامراتها.
وللأسف أنه رحل عنا قبل ان ينهي مهمته في تفكيك تلك الخيوط القذرة ليدع لكل الأحرار مهمة نقضها وتفكيكها والخلاص منها و إلى الأبد.
رحمة الله تغشاك ايها البتول المتبتل في صروح الجمهورية والداعي إلى روح سبتمبر الخالد الذي يستمد خلوده العظيم من كل هذه الإرادة والتضحيات لكل الأحرار ولا نامت أعين الجبناء وليس لنا فيك عزاء إلا وقد تحررت كل البلاد من كل قوى الشر الإمامية وعاد وهج سبتمبر التاريخ إليك وإلينا.
عناوين ذات صلة: