عن إيران.. عدونا الأول
عبدالسلام القيسي يكتب: عن إيران عدونا الأول
أمتد حكم ( فارس) إلى العراق واليمن.
كانت الفاصلة بينهما هي الجغرافية التي تشمل الآن السعودية فلم يستطع الفارسي ترويض القبيلة لعدم جدية العرب القبول بشكل الدولة وكذلك لم يخف من البدو الرحل فلا يمثلون أي تهديد
لكن: بزغت من هناك النبوة وكانت اليمن المدد والميدان في العراق فسقط ملك كسرى حتى في فارس.
خضوع اليمن والعراق للفارسي الجديد دون السعودية يذكره بالمنطق التأريخي والهزيمة الأبشع للتاج الكسروي من عرب الجزيرة في ذي قار أولاً والقادسية ثانياً وسقوط فارس بيد العرب المسلمين ثالثاً ولابد برأيهم من تغيير مجرى التأريخ حتى لا يتكرر وذلك باسقاط الواسطة بين اليمن والعراق وهي المملكة التي كانت قلب هزيمتهم الأولى.
كانت أول محاولة جادة من الفرس باسم الاسلام لاعادة ملكهم عبر ابو مسلم الخراساني الذي شيد الدعوة العباسية وأسقط الأموية والدلالة أن الهوى كان فارسياً نقل عاصمة الخلافة بتلك السرعة من دمشق إلى العراق بحثاً عن الجذور فالجذر الفارسي عميق في العراق كما الخمينية تفعل الآن وبدأت بالعراق قبل كل البلدان وتلتها في اليمن كإشارة واضحة للمنطقة أن الكسرى سوف يعود بذات الشكلية الأولى ولن يتناسى مربط الهزيمة الأولى وسط الجزيرة.
المنطق التأريخي يوضح كل شيء
إغفال المعركة وعدم إدارتها ضد إيران بمنطق التأريخ يفيد الطموح الكسروي ولقد تحقق نصف التأريخ المرتبط بإيران بعودتها إلى حيث كانت في العراق واليمن وبقي النصف الآخر منه وتحالف اليمن مع شمال الجزيرة ( السعودية ) وهزيمة فارس في العراق فهل سيكرر التأريخ نفسه مع العلم أن حركة التأريخ تقوم على عقارب دؤوبة كي يعود ذاته أو بقليل من الشبه أو منافٍ كلياً لصورته الأولى ونحن العرب أمام وجوب إكماله بنصف الحكاية ووجهها الأخير .
عرق الخمينية في العراق
العراق قلب الفارسية الجديدة ربما بشكل أكبر وأكثر من قم أو طهران فإيران تعبد طريق أنوشروان من جديد وما تواجدها في لبنان وسوريا ( الشام قديماً ) الا مناورات خلف حدود الإمبراطورية للمقايضة فهي تستطيع تحويل لبنان إلى شبيه للعراق وسوريا لليمن ولكنها لا تريد ذلك فهناك فقط باحات خلفية للفناء الفارسي الحقيقي ولا جذور للفرس هناك فالشام تأريخيا كان من نصيب القيصر وهما ورقتان للمدافعة والمرافعة واذا توجب الأمر للمقايضة
الحوثي مجرد إمتداد للعراق أكثر منه لحزب الله
بشار الاسد رغم موقفه الحرج وحاجته لإيران لم يوضح أو يصرح مع الحوثي إلى الآن فهو ينزع للأموية أكثر منه للعلوية
لبنان قبلة وقبعة الحداثة ولا يمكنها الحلول بكأس الولاية وحاكمية الولي الفقيه مهما تعاظمت قوة وسطوة حزب الله
فقط في العراق وتمتد إلى اليمن يتضخم العقل الفارسي بفحواه الدينية فالمجتمعات هذه عاشت لقرون كثيرة تحت سلطة العمامة والمشاعر الدينية ونست بفعل التكثيف الحقيقة وذابت لقرون بين الولاية والولاية لبني هاشم بشقيها العلوي والعباسي وبسقوط العمامة السوداء في العراق تسقط باليمن فالعراق عش الوباء الفارسي الملثم بالوجه الديني، في العراق طاعون الولاية .
معركتنا مع إيران ليست آنية
اليهود أقرب لنا منهم فلو قلنا السامية فاليهود ابناء عم ولو قلنا الدين عند الله فاليهود أهل كتاب ولو قلنا الجغرافيا فاليهود خاصة في اليمن جزء من الهوية الطبوغرافية للبلاد بل للمنطقة كلها ولو قلنا الدليل فبشارة القرآن بهزيمة للفرس على يد الروم المسيح فاليهود و إلى جانبهم المسيح أقرب لنا منهم بكثير
آن لنا أن نعترف، بكل جوارحنا، وأن نتمعن للفوز بالحقيقة : لا اكراه بالدين ولا يعني أنك تقول بالاسلام ثم تقتلني أن أحفظ لك هذا الرابط الذي إنقطع بسكاكين الدم المتوحشة
اليهودي أو المسيحي الذي سلمت من يده وسلاحه أقرب لي من أخي المسلم فما بالكم هذا الذي هناك شك في اسلامه ويصنع الاسلام الذي يناسب طموحه هل أبقي عليه؟
أنا أخوف على أهلي من شارد فلسطيني على أهله في القدس الشرقية وأخوف على نفسي بنقاط الحوثي من ضابط بعثي في الحواجز الأمريكية وكلما شاهدت المحاكمة الأمريكية لصدام وأركان نظامه تذكرت الاعدامات التي تحدث لليمنيين دون أدنى رأي أو مرافعة
أنا هنا لا أبرر للأمريكي ولكن العداوة كانت مرحلية ولما أراد بوش أخذ صدام لعرضه بقفص في البيت الأبيض ضج الكونجرس ورفضوا رأيه ولما أذناب إيران أستلموا حق تنفيذ الحكم بصدام أعدموه يوم عيد بتلك الطريقة المشينة وان كانت أمريكا ذات يد فعلى الأقل لديها القليل من الخجل للتنصل أمام العالم عن ذلك الفعل والخجل يعني الانسانية وتفتقد إيران لأي إنسانية
كانت أول معركة مع الفرس محاولة كسرى الزواج من ابنة النعمان ابن المنذر بالغصب فرفض ومات النعمان بسجن كسرى وحدثت بسبب ذلك معركة ذي قار الشهيرة
بيننا وبينهم الكِبر ، أرسل النبي محمد إلى القيصر رسالة الاسلام فأكرم وفادة الرسول وبكت بطارقته ولولا خوفه منهم لأسلم بل واستعان بأبو سفيان ليحدثه عن النبي فلما أخبره الحقيقة وكان أنذاك لم يسلم ويعمل بتجارته في الشام قال قيصر : والله لو الذي حدثتني به عن محمد حقاً ليملكن ما تحت قدمي هذا، وأهدى الهدايا للنبي وأستماحه بالتفكير والتروي في أمر دينه الجديد
لكن : أرسل النبي محمد رسالة لكسرى فقام بتمزيق الرسالة، وأرسل بالبريد العاجل رسالة إلى عامله في اليمن باذان الفارسي أن يبعث رجلان شديدان إلى يثرب ويجلبان له هذا المحمد مقيدا لمعاقبته على رسالته
لكأن العرب حشرات سوف يقيدهم بإثنين فوارس من فارس، هذه هي مناخر الفرس
فأيهما أقرب لنا اليهود والمسيح أم الفرس؟
عناوين ذات صلة: