اليوم الوطني للأغنية اليمنية.. الفن في مواجهة الكهنوت
د. ثابت الأحمدي يكتب: اليوم الوطني للأغنية اليمنية.. الفن في مواجهة الكهنوت
حسنًا فعل معالي وزير الإعلام والثقافة والسياحة الأستاذ معمر الإرياني في قراره التاريخي بإعلان الأول من يوليو من كل عام يوما للأغنية اليمنية.
في الواقع لقد تأخر هذا القرارُ ما يزيد عن خمسين عاما، ضمن ما تأخر من الأدبيات الثقافية التي كان يجب أن تكون في اليوم التالي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر المجيدتين، وعلى أية حال: مرحى به.
لقد استدركه الوزير الإرياني في لحظات فارقة، وقد فات نظراؤه السابقون ذلك للأسف، وهو استدراك يُحسب له، وله ما بعده، إذ لا يكفي أن يتم الإعلان عن ذلك فقط؛ بل لا بدّ أن تتبعه خطوات عملية، لا من قبله وحده فحسب؛ بل من كل يمني جمهوري، حر، يعي معنى الوطن والوطنية، ويعي الدور الريادي الذي يمكن أن تلعبه الأغنية اليمنية في صناعة الوجدان الوطني، وفي كشف زيف الكيان الإمامي البغيض. الكل مسؤول بلا استثناء، ذلك أن الفنَّ جزءٌ من تفاصيل حياتنا اليومية، وبالفن نواجه هذا الزيف الذي يحاول أن يسدل علينا حنادس كهنوته الأرعن.
الأول من يوليو يوم الأغنية اليمنية التي تمثل منصة ثقافية فنية نرمم من خلالها جراحاتنا الغائرة، ومن خلاله نصيغ وجداننا الوطني المتشكل من وحي الثورتين المجيدتين اللتين عرف الشعبُ ذاته من خلالهما، وقد كان قبلهما عدما، أو في حكم العدم.
لقد ساهمت الأغنية اليمنية من وقت مبكر في جبهات النضال، معززة الروح الوطنية، للجندي في ثكنته والطالب في مدرسته والفلاح في حقله، دفقا معنويا، وزادا روحيا.
نعم.. تشربها جيل سبتمبر وأكتوبر، ولا تزال تمثل ينبوعا للأجيال القادمة.
بصوت المرشدي معلنا: "أنا فدا السّلال بكر ينادي، من الحسن والبدر حرر بلادي".
بألحان أبو بكر: من يشبهك من؟ أنت الحضارة أنت المنارة، أنت الأصل والفصل.. أمي اليمن..!
بعزف عبدالرب إدريس: هذي اليمن..
بروح علي بن علي الآنسي: لبيك يا يمن الحضارة والخلود. لبيك يا رمز البطولة والصمود.
بانثيالات كرامة مرسال: على شاطئ الذكريات التقينا لنحكي حكايات شعب مجيد.
بعذوبة صوت أمل كعدل: بلادي أحبك فلتسلمي أشهر أغنية لها.
بأنغام أحمد فتحي: ها قد شمخت يا بلادي فوق هامات القمم.
بأوتار الحارثي: هذه أرضي وهذا وطني سوف أفديه بروحي ودمي.
بأنغام أيوب طارش: رددي أيتها الدنيا نشيدي..!
لقد أبدع صناعُ الأغنية اليمنية من شعراء وفنانين من جيل الرواد في تعزيز الهوية الوطنية وبأقل الإمكانيات، ونأمل من فناني اليوم مواصلة هذا الدور؛ لاسيما مع توافر الإمكانيات التي لم تتوافر للجيل السابق؛ لتكون هذه الأغنية رافدا ثقافيا وروحيا يحفظ للأمة هويتها وتاريخها.
عناوين ذات صلة: