[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

مصر واليمن ولقاء التاريخ والحضارة والمصير والمستقبل

د. عبده سعيد المغلس يكتب: مصر واليمن ولقاء التاريخ والحضارة والمصير والمستقبل


زيارة دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لمصر العروبة، استجابة لدعوة نظيره المصري الدكتور مصطفى مدبولي، والرسالة التي حملها، من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، لأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حملت دلالات هامة على مختلف المجالات، السياسية والأمنية والاقتصادية، والعسكرية، حيث رافق دولة رئيس الوزراء وفداً وزارياً رفيع المستوى، وتم لقاء دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وكان لقاء مطولاً استمر أكثر من ساعة، واجتماعات أخرى مع نظيره رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، وكذلك اجتماع اعضاء الوفد من الوزراء المرافقين بنظرائهم المصريين، هذه الزيارة بتوقيتها ودلالاتها ولقاءاتها، لها أهمية قصوى في ضل ما تواجهه اليمن ومصر والمنطقة، من تحديات تهدد الأمن القومي العربي، وتمزق الدولة القومية، وتؤكد على المصير المشترك للدولتين، وبأن الأمن القومي لهما واحد، فهما الدولتان الحارستان والمتحكمتان بمضيق باب المندب، شريان التواصل بين الشرق والغرب.
والعلاقة اليمنية المصرية عميقة بعمق التاريخ الإنساني وحضاراته، فامتزج لقاء الحاضر بالتاريخ والحضارة، وتميزت هذه الزيارة واللقاءات بميزة فريدة تحمل قوة الترابط والتشابك بين البلدين الشقيقين، وهي ميزة شهر يوليو الذي يمثل أهم حدث عربي في التاريخ المعاصر للأمة العربية، ثورة ٢٣ يوليو بقيادة جمال عبد الناصر، حيث ربطت هذه الثورة وشائج الأخوة بين البلدين المتمثلة بدعم ثورتي ٢٦ سبتمبر ضد الإمامة و ١٤ اكتوبر ضد الاستعمار بألاف الشهداء من ابناء مصر العروبة، وبجسر جوي وبحري من المساعدات، والهبات الاقتصادية لليمن، وألاف المدرسين من ابناء مصر العروبة، الذين انتشروا في مدن وقرى ونجوع وطنهم الثاني اليمن، رافعين أنوار العلم ضد ظلام الجهل الإمامي، وفتحت مصر لأبناء اليمن كل الجامعات المصرية، للدراسة بها بكل التخصصات، وهذا الدعم المتميز والمتكامل نقل اليمن من ظلام العصور الوسطى إلى رحاب القرن العشرين، هاهي مصر العطاء تجدد مواقفها العظيمة والرائعة وهي تمر بهذه الظروف الصعبة من التآمر لوأد تجربتها وريادتها من أعداء الأمة، مواقف الدور العربي لمصر، جددتها زيارة دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لمصر، والرسالة التي حملها من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، هذه الزيارة الناجحة والمثمرة بدلالتها وهدفها، أغاضت اعداء الدولتين والقيادتين، ولذلك انطلقت حملات الإفك للنيل من الزيارة، والتقليل من أثارها ونتائجها، ومن دولة رئيس الوزراء، ودوافعهم لذلك كراهية نجاح الشرعية، في أي عمل تؤديه، ونصر تحققه، وهذه الأبواق يدرك مموليها، أثر النتائج الإيجابية للزيارة على سير الأحداث اليمنية، وهزيمة الانقلاب واسترداد الدولة اليمنية، واستعادة باب المندب من هيمنة أعداء الأمن القومي العربي.
لقد التقت بهذه الزيارة عوامل التاريخ والحضارة والجغرافيا والثورة والمصالح المشتركة لليمن ومصر لينصرا الحاضر ويبنيان المستقبل.
ستنتصر الشرعية بمشروعها وعلاقاتها وبدعم إخوانها وتحالفها بقيادة المملكة الشقيقة وسيسقط الانقلاب وكل الرهانات التي قامت عليه.
وبهذه المناسبة نبارك لمصر العروبة قيادة وحكومة وشعب، بمناسبة الذكرى ٦٨ لثورة يوليو المجيدة.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى