تحرك.. فإن المسافات تزداد طولاً إذا نمت عنها طويلا
قصيدة الشاعر اليمني يحيى الحمادي: تحرك.. فإن المسافات تزداد طولاً إذا نمت عنها طويلا
سِوَى الخَوفِ.. مَن يُبصِرُ الفَأرَ فِيلا؟
ومَن يَحسَبُ الذُّلَّ سَمتًا نَبِيلا؟
ومَن يَمنَحُ اللِّصَّ حَقًّا بِأَكلِ الضَّحايا
ويَحيا بَخِيلًا أَكِيلا؟
ومَن يَطلُبُ الظُّلمَ -بِالصَّمتِ- عَدلًا
ويَرجُو مِن النَّارِ ظِلًّا ظَلِيلا؟
عَن الظُّلمِ لا تَسأَلِ الظالِمينَ، اسأَلِ الشَّعبَ..
مَن غابَ فِعلًا وقِيلا
فما الظُّلمُ إِلَّا سُكُوتٌ طَويلٌ عَن الظُّلمِ،
يَشتَدُّ جِيلًا فَجِيلا
وصَمتٌ عن الرَّفضِ..
لَولاهُ كان المُذِلُّ -الذي يَستَبيحُ- الذَّليلا
حَرِيٌّ بِمَن قال: (لا.. )
أَن تَمِيلَ السماواتُ والأَرضُ
حتى يَمِيلا
*
أَخي.. إنَّ إِسكاتَنا صارَ عارًا
فماذا نُسَمِّيهِ؟! صَبرًا جَميلا؟!
أخِي، لا تَهُن..
إِنَّ أَغلى مَقَالِ المُحِبِّينَ، في كُلِّ عَصرٍ:
أَخِي، لا..
لقد آنَ لِلصَّوتِ أَن يَستَعِيدَ ال
رؤُوسَ التي صَارَ فيها دَخِيلا!
تَحَرَّك.. فَمَا أَنتَ إِلَّا جِبَالٌ مِن النَّارِ
مَخلُوقَةٌ كي تَسِيلا
تَحَرَّك.. فإنَّ المَسَافاتِ تَزدَادُ طُولًا
إِذا نِمتَ عَنها طَويلا
إِذا أَنتَ لم تَرتَحِل بِالبِلادِ التي فِيكَ
زَادَتكَ عَنها رَحِيلا
*
أَزِح عَن ذِراعَيكَ هذي المَوَاوِيلَ..
قُل لِلمُعاناةِ قَولًا ثَقِيلا
ولا تَترُكِ اليَأسَ يَستَعبد النَّفسَ
لا تَخفضِ الرأسَ إِلَّا قَتِيلا
فَمَا زالَ في آخِرِ الكَأسِ
ما سَوف يُرضِي الضَّحايا
ويَشفِي الغَلِيلا
ولا تَعتَدِ البُؤسَ..
ما البُؤسُ إِلّا عِقابٌ
لِمَن يُخطِؤونَ السَّبيلا
وقَلِّب يَدَ الشَّكِّ..
حتى إذا ما تَيَقَّنتَ..
كُن أَنتَ أنتَ الدَّليلا
ولا تَمنَحِ النَّاسَ إلّا مَزيدًا مِن الحُبِّ
إِن شِئتَ مِنهُ القَليلا
وإن شِئتَ أَن تَجعَلَ المُستحِيلَ مُتاحًا..
فَلا تَدعُهُ مُستَحِيلا
يحيى الحمادي
28-5-2020
عناوين ذات صلة: